الخميس، 22 يناير 2009

العراقيون منشغلون بالراتب التقاعدي للمسكين المشهداني!



كتابات - طالب العسل

حصل يوران بيرشون (رئيس وزراء السويد السابق) على زياده في الراتب الشهري وقدرها خمسة آلاف كرون سويدي اي مايعادل 700 دولار واصبح راتبه 110 الف كرون سويدي, اي لايزيد عن 15 الف دولار شهرياً, والسويد بموقعها العالمي وسمعتها الدوليه الطيبه واهميتها وتأثيرها على بقية دول العالم يكون راتب رئيس وزرائها ليس اكثر من خمسة عشر الف دولار في الشهر!!؟؟
ولم يعجب هذا الأمر الأحزاب العامله في الدوله التي وجهت انتقاداً لاذعاً لذلك حيث لم تجد سبباً مقتعاً لمنحه تلك الزياده, اما اليوم فإن فريدريك رينفيلد هو رئيس الوزارء الحالي وبعد تلك الازمه الماليه وارتفاع الأسعار وزيادة الرواتب فهو يحصل على راتب وقدره 131 الف كرون شهرياً اي حوالي 18700 دولار اي انه لازال الفرق كبيراً بين رواتب رؤساء وزراء دوله صناعيه مهمه وبين راتب رئيس برلمان هزيل كبرلمان العراق الذي لم (يهش ولم ينش سوى) بكلماته السوقيه النابيه التي جعلت الناس تنتقدنا وتضحك علينا على هذا المستوى الهزيل من الثقافه, فإن كان رئيس برلماننا على هذه الشاكله فكيف هو البرلمان؟؟

عندما ظهر المشهداني على الشاشه في ذلك اليوم ليلقي (خطبة الوداع) ليريح ويستريح كان متصنعاً جداً في كلامه ولابساً ثوب العفه والورع والتقوى والزهد الذي لايليق به, واعتذر بشده للنواب الذين قد أساء لهم وكان في كلامه رحيماً عطوفاً مؤدباً خلوقاً حتى تصورت انه سيقول من جلدت له ظهراً فهذا ظهري ليقتص مني!!!
وبعد ان انهى خطبته العصماء وتمثيله دور الورع المؤمن التقي الذي لايعلو صوته على أحد تهافت عليه كل من نافق عليه وطالب بإقالته وكان النواب الكرد والشيعه من اول المهرولين والواقفين في الطابور مهنئين صاحبهم على خلاصه من وجع الرأس وتمتعه بالراتب التقاعدي الذي لم يكن ليحلم به لولا السير على جثث الإنفجارات والسيارات المفخخه ولولا جوع الأطفال وحاجتهم الى حليب او قطعة خبز, ولم يكن ليحلم بذلك لولا ان اذابت الحراره قوة الشعب لإنعدام الكهرباء, وكيف لايحصل على ذلك والشعب جائع وبحاجه الى طعام وشراب ولن يكفي قول الشاعر ان قال:
نامي جياع الشعب نامي حرستك آلهة الطعام
لقد فات الشاعر انه لايمكن للجائع ان ينام وكيف ينام وتملأ قلبه الهموم وقد قال شاعرنا الشعبي:
شينيمه الغطاه هموم وفراشه عسج سعدان
فالعراقيون يملأ قلوبهم الهم والحزن وإن ضحكوا فعلى مصائبهم وشر البلية مايضحك...
لقد كان المشهداني حازماً في كلامه وهو يفتح عينيه ويتكلم بحزم قبل ان يلقي خطبته امام المجلس ويقول لخالد العطيه وبصوت مسموع ولكن خافت.. (تنطوني كل حقوقي)!!
نقلتها الفضائيات وسمعناها ومن يريد التأكد من ذلك يعود للتسجيل,ولطن ماهي كل حقوقه؟؟ هل ساوم على ان يخرج من مجلس النواب على ان يحصل على ماهو ليس من حقه؟؟
واين ذهب كل كلامه على الفضائيات انه جاء ليخدم الشعب ليس الا وان المال هو آخر مايفكر به؟؟

ان المشهداني واحد من مجموعه طفيليه كبيره تعتاش على دم الشعب فهناك اعضاء مجلس النواب المصوتون بالإجماع على زيادة رواتبهم والمتفرقين بالإجماع على الحفاظ على مصلحة الشعب والوطن, وهناك الحكومه بكل وزاراتها ومصاريفها, لابل هناك فيدرالية الشمال الغول الأكبر بمصاريفها الكارثيه, وهناك الطامه الكبرى التي فاتت الشعب العراقي الذي غاص في البحث عن راتب هذا المسؤول وراتب ذاك وفاتته السرقات والنهب والفساد الإداري الضارب طول البلاد وعرضها سواء عند الوزراء والمسؤولون او مجلس النواب او فيدرالية ( كردستان) وحتى في المحافظات الباقيه, اذ ان الفرصه سانحه اليوم لكل من تقلد منصباً وجلس على كرسي المسؤوليه لينهب من مال الشعب والشعب لازال غارقاَ في الضحك على كلام المشهداني وهو يتكلم بألفاظ لاتصلح ان ينطق بها رجل في مثل منصبه...
اين الشعب ليحاسب هؤلاء على ماسرقوه؟ واين الشعب النائم الذي سينتخب مره اخرى بالتأكيد من سرقوه اول مره؟؟
الى متى يبقى الشعب العراقي نائماً وهؤلاء يسرقون وينهبون حقوقه؟؟
أليس من انتفاضه ولو مع الروح تعيد الحقوق لأصحابها وتسحق السُراق والمنتفعين والطفيليين؟
ليس المهم ان كان راتب المشهداني عند التقاعد ضعف راتب رئيس الوزراء السويدي وهو في السلطه, وليس المهم ان تقاضى كل مسؤول عراقي عشرة اضعاف مايتقاضاه المسؤولون في اي دوله أخرى, ولكن المهم هو ان يكون عند هذا المسؤول بعض الغيره على وطنه وابناء شعبه وبعض الشرف...

ليست هناك تعليقات: