السبت، 17 يناير 2009

قف

قف........!

الارقام والحقائق والحقائق عن الفساد لم تبق لنا سوى عراق نهب عن بكرة أبيه، الامر لا يتعلق بالفساد والرشا وهبات وعطايا ومناصب الاقرباء وذي الرحم والتي احتل العراق بفضل رجال دولته المرتبة الاولى من بين دول العالم الاكثر فسادا، بل إن السرقة المشرعنه، وفق القانون والضوابط التي سنها حراس المال العام هي بيت الداء. إن هذا التهافت منقطع النظير، لكل من هب ودب، للفوز بمنصب عام سواء عن طريق الانتخاب او التذلل او الرتغيب والترهيب أم من خلال مأدب السحت والمجون يكشف لنا عن إتجاه خطير يقود مركب العراق نحو هاوية السقوط والغرق في بحر الظلام.
كيف السبيل وهل هناك من أمل أن نرى بريق بسمه وأمل لاطفالنا وشبابنا الذين باتت العتمة تطوق نهاراتهم؟
سؤال يقلق الجميع، الاغلبية الصامته لم تنتفض رغم الكتابة هنا وهناك، واصوات القهر التي ينطق بها العراقييون البسطاء حين تلتقيهم كاميرات القنوات الفضائية، الاغلبية الصامتة اعطت من الوقت للقائمين بالامر الكثير، وبات صبرها ينفذ، ولم يبقى امامها سوى الوقوف بصلابة وحسم امام من يسرق قوتها وقوت ابنائها في ضوء النهار وباسمهم.
في دولة لا رقيب فيها يؤدي دوره، ولا رقيب على الرقيب، اصبح الحبل على الغارب كما يقول المثل الشعبي، البرلمان لم يهتم الا بما يزيد من امتيازات اعضاء ويوفر لهم العيش الرغيد لهم ولاجيال ابنائهم ويعجز البرلمان عن استجواب ثلاثة وزراء استغاث القاصي قبل الداني منهم دون رجاء، النزاهة وكا يقول القائمون عليها، فيها من الفساد ما يزكم الانوف، الرئاسات الثلاث كما هو معروف دستوريا( والتي اعتقد انها تجاوزت العشرين) والتي تسن وتجيز القوانين ،لا احد يعرف عنها او غنائمها شيئا، البعض اشترى من نثرية شهر واحد فقط ( اكرر شهر واح)، فندقا في بريطانيا، والاخر قصرا في عمان والاخر اطلق قناة فضائية من جراء جمع فروقات نثرية لاربعة اشهر،ناهيك عن الزيجات المؤقته وحفلات الزواج الباذخة، بل ان الترف والتعويض عن الايام العجاف دفع باحدهم لان يقيم بوفيه مفتوحه للنساء في المنطقة الخضراء على مدى عشرة ايام من عاشوراء وبعد قراءة التعزية على مقتل سيد الشهاداء( ع) الذي لم تغره كل مغريات الدنيا من صفراء وحمراء.
الاعلام، كلب الحراسة الوفي في المجتمعات المتحضرة، وفي دول السيادة والقانون هو السلطة الرابعة التي تخشى سطوتها السلطات التشريعية والتنفيذية والقانونية، هذا الاعلام في بلدنا اصبح ضحية يسلخ جلده الحاكم دون صوت يهز الافاق، إعلامنا يباع هنا وهناك لمن يدفع اكثر، ومن يريد ان يكون نزيها لا يلقى سوى الاقصاء والابعاد اذا لم يك القتل وتكميم الافواه جزاء له.
بغياب الرقيب والرقيب على الرقيب واختفاء الشفافية التي تنتصب بين قمة شعارات مرشحي الانتخابات من سراق المال العام ووظائفه المبجله، اذ لا نعرف اين يصرف هذا المليار واين ذهب ذلك المليار واين سيحط رحاله هذا المليار القدام، لم يصارحنا احد كم ياخذ راتبا وماهية امتيازاته ونثرتيه وكم عدد الافواج التي تمخر ،عباب الارض والسماء، مواكب حماياته.
القائمون على الدولة العراقية الحاضرة الغائبة، معارضي ومجاهدي الماضي القريب، الذين ركبوا على اكتاف المجاهدين الحق، وعلى صبر ابناء شعبنا المحتسب، الذين كانوا يعددون لنا هفوات النظام السابق وحزبيته المقيته وتفضيله لابناء عائلة بعينها على الاخرين، هاهم اليوم يعدون لملك عوائل وقرى واقضية ومدن كثيره، ابناؤهم يستأثرون المناصب وتوزع الوظائف فتاتا على مناصريهم ومنتسبي حلقاتهم الضيقة.. الى متى يبقى البعير على التل؟..هذا البعير الذي تحمل عبء الاثقال وناء بها، والذي أوصل المسؤولين الى مخادعهم الوثيرة التي تتفصد استبرقا وحريرا وذهبا ، والذي بات لايطيب له الا ان يتطبب في مستشفيات لندن ،ويقضي عطلة نهاية الاسبوع في دبي، ويقص شعره في بيروت ويحرص على ان تكون ربطة عنقة فرنسية متناسبة مع البدلة وروح الموضة والعصر..المسؤول يحتاج الى المظهر اللائق ،وله الحق بأن يكون راتبه قادرا على الحفاظ على عفته الدنيوية، نحن نتفق، ولكن ان يكون الراتب 60 الف دولار ونثرية شهرية مليون دولار ونثرية كل سفره نصف مليون دولار فهذا ما لايقبل به الله ولا عباده..
كيف السبيل؟ ارفعو اصواتكم عاليا، وقل قف.
نريد رقيبا عادلا وامينا وشفافا، وان يكون للشعب سلاح الاقتصاص، قف ايها المفسودون سنكون لكم بالمرصاد وسنسقط كل قوانين النخاسة التي شرعتوها لتحمي سرقتكم، قف ايها الراقص على عذاب الشعب، ستلحقك لعناتنا أينما ترحل وتحط وستكون قبلاتنا لكل شريف امينا، ابنا بارا لهذا البلد حريصا على ماله العام.
قفي ياخفافيش الظلام..ولنشعل مصابيح العقول وصفحات الجرائد والشوارع لنفضح من يسرق باسم الشعب.
قف، هي حركة شعبية، ليست سياسية وانما ضمير المجتمع التي ستنطق باسمه وتضع سيف الحق على رقاب السارقين
قف ، حركة لنؤسسها على صعيد الحارة والدائرة والمحافظة، ولتكن حركة في كل حزب يحكم وينطق باسمنا نحن السواد.
قف ، هي صرخة لنطلقها بوجه كل مفسد ،يسعى لشرعنة الفساد وسرقة امال الحرام.
قف .
البيان التاسيسي لحركة قف:
دعوة كل عراقي شريف ان يترأسها ويقودها وينتمي اليها ولنضعها على صدورنا وان نكتب باسمها وان ننشئ لها مدونات ومواقع اليكترونية ، قف حركة لنسخر لها اقلامنا ونصدر البيانات باسمها.
قف هي حركة يرأسها كل الشرفاء والطيبون وعراقيوا الجذروالدم واللبن .
وهذا مقترح لشعارحركة قف : دائرة سوداء في وسطها عين حمراء وبؤبؤ ابيض
والله من وراء القصد

ليست هناك تعليقات: