الثلاثاء، 3 فبراير 2009

رسالة الى المتقاعد المحظوظ محود المشهداني

خلود حميد النعيمي
تحية طيبة
لا اريد ان اقارن راتبك التقاعدي مع رواتب رؤساء الحكومات والدول ولا مع الراتب التقاعدي للملوك والقياصرة لان لكل بلد قوانينه ونظامه ولكل متقاعد راتبه وحقه لقاء الخدمة التي قدمها ولكني اريد ان اقارن راتبك مع راتبي وخدمتك مع ما قدمته من خدمة للعراق وابناءه الاعزاء. أنا خريجة معهد أعداد المعلمات وتعينت معلمة في احدى مدارس بغداد الابتدائية المتواضعة في عام 1983 ومنذ ذلك اليوم ولغاية احالتي على التقاعد في نهاية عام 2008 لم اتمتع باية أجازة أثناء السنة الدراسية وكنت ابذل قصارى جهودي كي أعلم فلذات أكباد نا . وحتى أيام الحصار والراتب الذي لم يتجاوز 3000 دينار في الشهر لم اترك التدريس ولم اسمح لنفسي ان افكر ولو مرة في ترك التلاميذ بدون معلمة ليس من اجل الـ 3000 دينار التي لم تكن تكفي لشراء حذاء كي اداوم به في المدرسة ولكن من أجل ان لا يبقى ابني وابنك بدون معلم . لقد تفاجأت براتبي القاعدي الذي يبلغ 392 الف دينار كل شهرين اي 196 الف في الشهر ويساوي 160 دولار شهريا ... نعم 160 دولار وأنا أم لخمسة أطفال لي خدمة 25 عاما في أصعب مهنة وهي التدريس الابتدائي. وأنت يا رئيس البرلمان السابق ليست لديك خدمة تذكر ويا ريت فيها اي نوع من الخدمة للمواطن العراقي البسيط وراتبك التقاعدي 40 الف دولار شهريا !!!!!!!!!!!! ! هل هذا صحيح ؟ هل صحيح ما سمعناه يا حاج محمود ؟ انك تستلم هذا المبلغ شهريا ؟ اذا كان صحيحا فلا أريد ان أقول الا حسبي الله ونعم الوكيل. كيف رضيت على نفسك أن تقبل به حتى ولو قررت الحكومة منحك هذا المبلغ الفاحش من قوت العراقيين المساكين. ماذا قدمت للعراق في هذه الفترة القصيرة من خدمتك النرجسية في قبة البرلمان غير خدمات للبرلمانيين والمسؤلين في المنطقة الخضراء دون ادنى شيئ يذكر للمساكين والكادحين. لا تقل ان ذلك رزق من الله سبحانه وتعالى ، الم تقرا كيف وضع سيدنا علي بن ابي طالب جمرة في يد اخيه البصير عقيل عندما طلب منه زيادة في راتبه من بيت المال ؟ ام انكم تقراؤن فقط ما يروق لكم . والسلام على من اتبع الهدى...

ليست هناك تعليقات: